Page 147 - web

‫الحزبية في الكونغرس‪ ،‬والنظر إلى ملف الهجرة على أنه‬ ‫النظام الدولي‪ ،‬وإقرارًًا بفكرة عالم متعدد الأقطاب‪ ،‬ومن ثم‬
‫فإن تنامي ظاهرة الهجرة وانتقال عناصرها من وإلى الدول‬
‫ملف أمن قومي صرف‪ ،‬كما أن الإجراءات التي أقدمت عليها‬ ‫الأخرى ليس فقط مرتبطًًا ببعد محدد‪ ،‬بل بأبعاد عدة ترتبط‬
‫بالتطورات الجارية في العالم واستمرار الصراع على قيادة‬
‫‪ISSUE No. 447‬‬ ‫دول الاتحاد الأوروبي تمضي في سياقات أمنية وسياسية‬ ‫النظام الدولي بصرف النظر عما تستهدفه الدول الكبرى‬
‫من التعامل مع مسألة الهجرة‪ ،‬وجذب العناصر إليها في‬
‫وليست فقط اقتصادية‪.‬‬ ‫ظل موجات من الهجرات المتعددة التي جرت في السنوات‬

‫وفي هذا الإطار حذر مفوض الأمم المتحدة السامي‬ ‫الأخيرة‪ ،‬والتي ارتبطت بظروف استثنائية في بعض الدول‪.‬‬

‫لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي من أن مشروع القانون في‬ ‫الخلاصات الأخيرة‬
‫في إطار نظام دولي جديد تتشكل وحداته الرئيسة في‬
‫شأن الهجرة غير الشرعية‪ ،‬الذي أقره البرلمان‪ ،‬يتعارض مع‬ ‫الوقت الراهن عبر تفاعلاته الإقليمية والدولية‪ ،‬فإن مسألة‬
‫الهجرة تطل إلى الواجهة الدولية عبر ما يجري من تطورات‬
‫التزامات بريطانيا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان‬ ‫تمس وتطول النظام الدولي الراهن وتبحث عن موقع لها‪،‬‬
‫وهو ما يجري في إطار تحالفات سياسية وإستراتيجية كبيرة‬
‫بالانتقال‬ ‫ومضمونًًا‬ ‫شكًا ًل‬ ‫يرتبط‬ ‫الهجرة‬ ‫وقانون اللاجئين‪.‬‬ ‫ومتعددة في الوقت الراهن‪ ،‬بخاصة مع إدراك الدول الكبرى‬
‫إن النظر إلى ملف‬ ‫أن توازن المصالح يتم في سياق من الإجراءات والسياسات‬
‫الدولية المتعددة التي تتجاوز الإطار التقليدي‪ ،‬وهو ما تقوم‬
‫إلى نظام دولي يتشكل بالفعل‪ ،‬ويتم توظيف كل أوراقه‬ ‫به الدول الكبرى في منظومتها الدولية بهدف توظيف‬
‫جيد�ا من أجل مزيد من التفاعل والشراكة مع مراعاة‬
‫إمكاناتها وقدراتها وحسابات قوتها الشاملة‪.‬‬
‫مصالح كل الدول في بناء تحالفات وشراكات متعددة‬ ‫ولعل هذا يفسر بوضوح كيف تتحرك الولايات المتحدة في‬
‫الوقت الراهن بحثًًا عن مصالحها في مناطق إستراتيجية وعبر‬
‫مرحلية ودائمة‪ ،‬كما أن من المتوقع أن تؤدي الضغوط‬ ‫سلسلة من الإجراءات الاستباقية‪ ،‬مع توظيف ملف الهجرة‬
‫إليها من خلال مقاربات وإجراءات متعددة تتجاوز الصراعات‬
‫الديموغرافية وتأثير تغير المناخ في المجتمعات الهشة إلى‬

‫زيادة الهجرة في السنوات المقبلة‪.‬‬

‫‪147‬‬